ما سبب الانتقادات الحادة التي تطال فيلم دامبو لوالت ديزني ؟ وما تأثيره على عقول الأطفال ؟
كثيراً ما لعبت أفلام “والت ديزني” دوراً كبيراً في الترفيه عن الأطفال في جميع أنحاء العالم. فهي تلبي رغبة معظم الآباء في تسلية أطفالهم مع حمايتهم من التأثير السيئ في نفس الوقت. إلا أن فيلم “دامبو” قد يخالف هذا الحقيقة.
من خلال معظم هذه الأفلام، يستطيع الأطفال اكتساب “المهارات الإبداعية والنقدية” التي تمكنهم من أن يكونوا فعالين في تنمية المجتمع. تقدم معظم أفلام ديزني مهارات إبداعية ومُبتكرة للأطفال، بالإضافة للترفيه طبعاً. ومع ذلك، فقد تم دحض هذا الرأي من قبل العديد من الأشخاص حيث استمروا في مراقبة أي تأثير سيء لهذه الأفلام على الأطفال.
من بين هذه الأفلام نذكر فيلم “دامبو”، حيث أكدت بعض الأحداث تسببه بتأثيرات كارثية على الأطفال. وهذا ما تسبب بتوجيه انتقادات حادة للفيلم بينما يحاول الآخرون الدفاع عنه. تشمل التأثيرات السيئة المُحتملة للفيلم: جوانب عنصرية، صور نمطية جنسانية، شخصيات شيطانية وأمور أخرى.
فيلم دامبو:
قام والت ديزني بإنتاج “فيلم دامبو” في عام 1941، ويشكل جزءاً من سلسلة الرسوم المتحركة “والت ديزني كلاسيك”. تم تنفيذ هذا الفيلم استناداً إلى قصة “أبرسون”، ويُعتبر من أقصر الأفلام التي أنشأها ديزني في التاريخ. قام بإنتاجه للمساعدة في تمويل “استوديو ديزني” لأن إصداراتهم السابقة أدت إلى خسارة كبيرة.
أما عن بطل الرواية في هذا الفيلم فهو فيل ذو أذنين كبيرتين اسمه “دامبو”، تسخر منه الأفيال الأخرى بسبب أذنيه. يثير ذلك غضب والدته التي تحاول الانتقام ولكن يتم القبض عليها وحبسها بحجة أنها “مجنونة”. يزيد ذلك من سوء حالة “دامبو” حيث لم تعد والدته قادرة على رعايته، وعليه أن يعيش بدونها ويواجه سخرية الأفيال الأخرى. إلا أن المساعدة الوحيدة التي يتلقاها “دامبو” تأتيه من الفأر “تيموثي”، الذي يتعاطف معه ويحاول مساعدته.
يزيد المخرج من معاناة “دامبو” عندما يجعله يقوم بتأدية الحركات البهلوانية. يسبب ذلك إصابات للأفيال الأخرى، بينما تستمر آذان “دامبو” بالنمو. إلا أنه يسقط في النهاية، مما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة ل “دامبو” خاصةً بعد أن أصبح مهرجاً. ولتهدئة غضبه، قام “تيموثي” بأخذ “دامبو” إلى والدته، ثم تناولوا مشروباً ممزوجاً بالشمبانيا “عن غير قصد”. يؤدي ذلك بهم إلى “حالة سُكر”، ويجدون أنفسهم في صباح اليوم التالي عالقين في شجرة. تفاجأ “دامبو” بذلك بينما حاول “تيموثي” إقناعه بأنهم قد طاروا إلى الشجرة فعلاً.
يعود الاثنان إلى السيرك ويتم تعيين “دامبو” لأداء حركات بهلوانية في عرض كبير. في نهاية المطاف، يتمكن “دامبو” من الطيران والتغلب على معذبيه وبالتالي يمنح والدته حريتها بالإضافة لسيارة. في النهاية، يصبح “دامبو” نجماً ويصبح “تيموثي” مديراً له. يحوي الفيلم على مشاهد مؤلمة وقاسية بالنسبة للمتعاطفين مع الفيل.
مناقشة الفيلم:
يحمل الفيلم الكثير من السخرية والكراهية تجاه “دامبو”، الذي يحاول مقاومة معذبيه. يواجه الأطفال الذين يشاهدون هذا الفيلم العديد من الأحداث التي تؤثر على حياتهم ونموهم بشكل سيء. نرى بين الجوانب السيئة للفيلم جوانب عنصرية وصور نمطية جنسانية وسخرية ورعب، بالإضافة للعنف.
تتمثل الجوانب العنصرية بالغربان التي تُمنح للأمريكيين السود، مما يصور في الواقع السود على أنهم أدنى منزلة من البيض، الذين يتولون مناصب مهمة. إن لذلك أثر ضار جداً على الأطفال عندما يكبرون، حيث سيدفع بهم للنظر بازدراء إلى الأعراق الأخرى. كما يسيء هذا الفيلم بشكل متكرر للأطفال السود الذين يشاهدونه.
طوال الفيلم، يحصل الذكور على أدوار مهمة نسبياً مقارنة بالنساء. نلاحظ ذلك بوضوح عند حبس والدة “دامبو” واتهامها بالجنون، بينما يكون المخرج ذكراً. تميل مثل هذه الأحداث إلى غرس الصورة النمطية بين الجنسين عند الأطفال أثناء نموهم، مما يؤثر بشكل سيء على الإجراءات التي يتم اتخاذها لسد التفاوت بين الجنسين.
أما عن السخرية، فتتجسد في هذا الفيلم عندما يسخر الأفيال الآخرون من “دامبو” بسبب أذنيه الكبيرتين. يؤدي ذلك إلى غرس مثل هذه المواقف السلبية عند الأطفال فيما يتعلق بالإعاقات عند الآخرين. يمكن لمثل هذه الميول الساخرة أن تمتد لمرحلة البلوغ أيضاً، مما سيؤدي إلى مجتمعات مريضة.
وبقدر ما تكون الآذان الكبيرة مسلية لبعض الأطفال، يمكن أن تكون مخيفة لأطفال آخرين، كما يمكن أن تسبب لهم بعض الأحلام المزعجة. بالإضافة لذلك، يلعب العنف دور سلبي كبير في الفيلم وله القدرة على تنمية أطفال عنيفين، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلباً على المجتمع. من المهم أيضاً ملاحظة أن الفيلم لا يتناول قضية “شرب الكحول” كما يجب، لأن المؤلف يجعل المشاهدين يعتقدون أن الكحول يجعلهم أكثر إبداعاً، كما هو الحال عند “تيموثي” و “دامبو”.
في الختام..
كان لأفلام “والت ديزني” تأثيراً إيجابياُ مهماً على الإبداع والابتكار لدى الأطفال، بالإضافة لتطوير مهاراتهم النقدية. مع ذلك، ظهرت بعض التأثيرات السلبية التي استمرت في التسلل إلى عقول هؤلاء الأطفال. يتسبب “دامبو” ببعض الآثار السلبية التي قد تسبب سلوكيات سيئة عند الأطفال، مما سيؤثر على المجتمع بشكل عام.
اقرأ أيضاً: ديزني لاند مملكة السحر والترفيه! تفتح أبوابها مجدداً بأواخر شهر نيسان..