طائرات مذهلة أسرع من الصوت ب 4 أضعاف ورشيقة.. فهل سنحلق فيها قريباً ؟
لم نشهد من قبل طائرات أسرع من الصوت من صناعة شركة خاصة. أما الآن، فهناك طائرة تجريبية من المخطط لها أن تصل لسرعة تبلغ أربعة أضعاف سرعة الصوت، وستستمر بالمحاولة لتحقيق ذلك.
إنها طائرة صغيرة نوعاً ما، يبلغ طولها 21 متراً (68.8 قدماً) فقط. وتشكل هذه الطائرة خطوة كبيرة إلى الأمام في تاريخ الطيران كأول طائرة أسرع من الصوت تم بناؤها من قبل القطاع الخاص. في الواقع، قامت خزائن الدولة بتقديم المليارات لتمويل بناء كل الطائرات الأسرع من الصوت، كطائرات الكونكورد الأوروبي التي حلقت حتى عام 2003 والطائرات السوفييتية Tu-144 التي حلقت حتى عام 1999، بالإضافة للعديد من الطائرات العسكرية السريعة. حيث تم بناء هذه الطائرات بتفويضات حكومية.
في شهر تشرين الأول، كشفت شركة Startup Boom Supersonic في الولايات المتحدة النقاب عن أول طائرة خاصة أسرع من الصوت. وهي طائرة ذات مقعد واحد أطلق عليها اسم “Baby Boom”. وفي هذا العام، من المقرر أن تبدأ الطائرة التجريبية برنامج اختبار طويل فوق صحراء “موهافي” في كاليفورنيا. في البداية، ستحلق بسرعة 1.3 ماخ (حوالي 1600 كيلومتر في الساعة أو 1000 ميل في الساعة).
إن الهدف هو التحقق من صحة المفهوم الديناميكي الهوائي ثم تطبيقه على نطاق أوسع، لبناء طائرة الركاب (Overture) والتي قد تتسع ل 75 راكباً. وبحلول النصف الثاني من هذا العقد، من المفترض أن تصبح هذه الطائرة خليفة أصغر لطائرة الكونكورد، والتي كانت تسع ل 100 راكب.
طائرات أسرع من الصوت والتحليق بسرعة 2.2 ماخ
ستنقل الطائرة Overture الركاب من لندن إلى نيويورك في 3 ساعات ونصف الساعة بسرعة 2.2 ماخ (حوالي 2700 كم/ساعة)، ستكون بذلك أسرع من طائرة الكونكورد. وتقول الشركة أنها ستستخدم وقود الطائرات المنتج بطريقة محايدة لثاني أوكسيد الكربون.
يجب أن تعمل الديناميكيات الهوائية المبتكرة والوزن الأقل على إخماد أي دوي اختراق صوتي. هذا يعني أن الطائرة ستكون قادرةً على الطيران فوق الأرض بسرعة تفوق سرعة الصوت، وهو أمرٌ محظور حالياً. لذلك، تعمل وكالة ناسا وهيئة الطيران الأمريكية FAA حالياً جنباً إلى جنب للسماح للطائرات الأسرع من الصوت بالطيران في المستقبل.
في السنوات الأخيرة، اكتسب الطيران الأسرع من الصوت إقبالاً كبيراً لم نشهده منذ عقود. ولكن قبل أن تتمكن طائرة Overture من الإقلاع بالفعل، سيتوجب عليها تجاوز العديد من التحديات وأهمها “تطوير محركات مناسبة”.
طائرات صغيرة الحجم ورشيقة!
مبدئياً، يبدو أن طائرات رجال الأعمال الصغيرة الأسرع من الصوت والتي تتسع ل 8-15 راكباً ستقلع أولاً. فمنذ عام 2002، تعمل شركة Aerion Supersonic على مثل هذه الطائرة. حيث يمكن أن تكون أول رحلة لها في عام 2024، وستبلغ سرعتها 1.4 ماخ كحد أقصى.
قال “بيرند ليبهاردت”، المهندس في مركز الفضاء الألماني في هامبورغ (DLR): “لقد ابتكرت Aerion باستمرار تكرارات جديدة لنماذجها وتقوم الآن ببناء خد تجميع في فلوريدا. إن Aerion ذكية بما يكفي لتهدف أيضاً إلى خدمة السوق العسكرية”.
الإقلاع السريع عن سطح الأرض
قال “مايك مانشيني”، المدير المالي السابق لشركة Aerion، في عام 2019: “لدى Aerion خارطة طريق تكنولوجية مدتها 50 عاماً. إن خطوتها الأولى نحو المستقبل هي مع طائرة AS2 الأسرع من الصوت”. وقال “مانشيني”: “نريد أن نفعل ذلك بشكل مدروس وبطريقة مسؤولة بيئياً حتى نتجنب كل المشاكل التي حدت من إمكانات الكونكورد منذ سنوات عديدة”. سيكون من الممكن توقع الجيل الأول من الطائرات الأسرع من الصوت في ثلاثينيات القرن الحالي.
تدعم Aerion تطلعاتها من خلال بناء مقرها الجديد بتكلفة 300 مليون دولار، بالإضافة إلى حظائر إنتاج الطائرات في ملبورن، على ساحل فلوريدا الفضائي. وهذا هو المكان الذي من المقرر أن يبدأ فيه العمل على النماذج الأولية لطائرة AS2 في عام 2023.
إنها أسرع من أي شيء!
قبل عيد الفصح مباشرةً، أصدرت Aerion إعلاناً أذهل مراقبي الصناعة. وبحلول نهاية هذا العقد، تخطط الشركة لتحقيق قفزة نوعية في النقل الجوي السريع مع طائرة AS3 الجديدة. سيتمكن ما يصل إلى 50 راكباً من السفر لمسافة يبلغ أقصاها 13.000 كيلومتر بسرعة 4 ماخ أو أسرع حتى.
البدء بالأمور السهلة
وفقاً لما ذكره الرئيس التنفيذي لشركة Aerion، هناك سرعة مثيرة للاهتمام تبلغ حوالي 4.5 ماخ. يتيح ذلك السفر من الولايات المتحدة إلى اليابان في غضون ساعتين أو أقل، مع تجنب بعض التحديات مع المواد والتبريد.
ختاماً: في الواقع، لا تزال التفاصيل حول طائرة AS3 غامضة، ولكن من الواضح أن تصميمها يشمل أجنحة دلتا، وذيول رأسية مزدوجة وأربعة محركات مثبتة تحت الأجنحة. كما وعدت Aerion بمشاركة المزيد من الأفكار حول التصميم في وقت لاحق من هذا العام. فإن هدفها هو ربط أي نقطتين على الكوكب في غضون ثلاث ساعات.
اقرأ أيضاً: طائرات بدون طيار هدفها تعزيز هطول الأمطار، ستقوم الإمارات العربية المتحدة باختبارها قريباً.