باحثون سويديون يوصون باستخدام الكمامات بناءً على الدراسات
الدنمارك بالعربي -أخبار السويد : سلطت دراسة سويدية الضوء على فعالية الكمامات في الحد من انتشار الأمراض المعدية، حيث أوصى الباحثون عليها باستخدام الكمامات في السويد.
أقدمت مجموعة من الباحثين من معهد كارولينسكا في السويد وجامعة ماكماستر الكندية، بقيادة أخصائية أمراض الكلى كاثرين كلاس، على مراجعة 25 دراسة منشورة حول الكمامات القماشية وقدرتها على الترشيح.
قال أستاذ علم الأوبئة في معهد كارولينسكا، خوان جيسوس كاريرو، أحد مؤلفي الدراسة التي اشرفت عليهى كاثرين كلاس، الأستاذة بجامعة ماكماستر، لصحيفة The Local، ” كنا قلقين بشأن النقاش الدائر في جميع أنحاء العالم حول فعالية استخدام الكمامات وجدواها.
لذا قررنا دراسة الأدلة الموجودة حتى الآن وتلخيصها وتحليلها لتقييم ما إذا كانت الكمامات تحد بالفعل من الانتشار وتحمي من الإصابة بالفيروسات.”
وأضاف، “حددنا 25 مقالاً تناولت هذه المشكلة، بعضها يعود لنحو 100 عام، واستغرقنا في دراستها لوقت طويل، وفي بعض الحالات أعدنا تحليل البيانات ومطابقتها بإحصائيات حديثة أو أكثر ملاءمة.”
يقول الباحثون إن النتائج مقنعة بما يكفي للتوصية بارتداء الكمامات كإجراء لمكافحة المرض والحد من انتشاره،
وأوضح كاريرو: “نلاحظ تفاوتًا في فعالية الترشيح؛ فأحيانًا تكون الكفاءة أقل، وأحيانًا أخرى جيدة بمستوى القناع الطبي. لكنها بجميع الأحوال تقدم درجة حماية لا يستهان بها.”
وأوضح كاريرو أن فيروس كورونا كوفيد-19 له قطر مماثل للعديد من الفيروسات الأخرى، وعلى الرغم من أن القماش لا يمكنه إيقاف الجزيئات الصغيرة المعزولة، إلا أنه يمكن أن يوقف الجزيئات الكبيرة المتطايرة عند التحدث أو العطس أو الأكل، والمسؤولة عن معظم الفيروسات.
لم تنصح هيئة الصحة العامة السويدية عامة الناس بارتداء الكمامات منذ بداية الأزمة، في حين أن غالبية الدول في جميع أنحاء العالم قد فعلت ذلك كإجراء للحد من انتشار فيروس كورونا. وأعزت السلطات السويدية سبب ذلك إلى عدم وجود دليل علمي قاطع على جدوى ذلك.
بينما شددت منظمة الصحة العالمية (WHO) والحكومات الوطنية الأخرى على أهمية ارتداء الكمامة كتدبير مكمل للإجراءات الأخرى، مثل الحفاظ على نظافة اليدين والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وقال عالم الأوبئة السويدي أندش تيغنيل لصحيفة The Local يوم الثلاثاء، “ما ورد في هذا التقرير يطابق العديد من التقارير السابقة؛ فأقنعة القماش ستمنع القطرات من الوصول إلى حد معين. لكن أصحاب الدراسات لا يجزمون بحقيقة ان هذا الأمر يمكن ان يكون له اي نوع من التأثير على المجتمع.”
وأكد تيغنيل على ان السويد لا تفكر في مراجعة إرشاداتها بشأن الكمامات في الوضع الحالي، لكنها قد تعيد النظر بالأمر مرة أخرى في حال تفاقم الوباء في السويد.
وأشار تيغنيل إلى نقطة سلبية أخرى لارتداء الكمامات، وهي قد تشجع الناس على الاسترخاء والتهاون بتدابير أخرى أكثر أهمية، كاستهانة بترك مسافة أمان مع الآخرين، أو لمس وجوههم أكثر.
لكن كاريرو يشدد على ان ارتداء الكمامة هو جزء مكمل من تدابير الوقاية ولا ينبغي أبدًا أن يحل محل نظافة اليدين أو التباعد الاجتماعي أو تطهير الأماكن العامة.
ويقول، “صحيح أن الاستخدام غير الصحيح لأقنعة الوجه قد يقلل من كفاءتها، ولكن هذا شيء يمكن تصحيحه من خلال تثقيف السكان حول كيفية ارتداء أقنعة الوجه وكيفية ارتدائها وخلعها وكيفية غسلها أو التخلص منها.”
إذ أظهرت نتائج دراسة الباحثين أن فعالية الكمامات وكفاءتها تتأثر أيضًا بكيفية صنعها وتنظيفها واستخدامها.
ووفقًا للدراسة، فإن أكثر المواد الواقية هي أقنعة الشاش والقطن والفانيلا، خاصة تلك الموجودة في ثلاث أو أربع طبقات مع عدد خيوط لا يقل عن 100 خيط في البوصة.
كما قدم الباحثون اقتراحات حول كيفية صنع كمامات قماشية وتنظيفها وارتدائها، بناءً على النتائج التي توصلوا لها، والتي تتوفر حاليًا باللغة الإنجليزية على موقع clothmasks.ca. ويمكن الاطلاع على الدراسة كاملة من هنا.