بالصور: الحفر على الخشب يتيح مصدر دخل لـ شاب سوري في الدنمارك
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
عشاق الموسيقى يعزف السيد “حسان أبو الجوز” على قطع من الخشب مستخدماً أزاميل حادة لتخرج من بين يده سمفونية خشبية على هيئة كمنجة أو أي آلة موسيقية أخرى بألوان مختلفة ولمسات سحرية فريدة. زاول “حسان” كأغلب أبناء مدينة سقبا بغوطة دمشق مهنة الحفر على الخشب ونجارة الموبيليا لعشرات السنين قبل أن يضطر لمغادرة مدينته بعد اندلاع الثورة والملاحقات الأمنية متنقلاً بين عدة دول، وانتهى به المطاف في الدنمارك ليجد نفسه أمام مجتمع جديد مختلف تماماً عن بيئته القديمة. “إيجاد عمل ضمن مجالي كان صعباً”، يقول “حسان”. متابعاً: “في الدنمارك لا يمكن تزيين غرفة نوم أو الحفر على باب، سكان الدنمارك يعتمدون البساطة في كل شيء”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
لم يكن جني المال الدافع المحرك لـ “إحسان” للبحث عن عمل فهو يعتبر أن الانخراط ضمن المجتمع الجديد يكون عبر التعريف عن هويته. “مهنتي تعبر عني وعن تراث بلدي”، يؤكد محدثنا الذي بدأ مشروعه الجديد بالحفر على قطعة خشبية قديمة حصل عليها من أحد أصدقائه في الدنمارك. يقول “حسان”: “بعدما قمت بنقش القطعة على شكل آلة موسيقية قدمتها كهدية لصديقي الذي كان يعشق الموسيقا فلفتت انتباهه جداً وعرضها على الكثيرين الذين أبدوا إعجاباً واضحاً دفعني لمواصلة العمل”.
أصبحت القطع التي يصنعها “حسان” تحفاً فنية تستخدم لتزيين المنازل والأماكن العامة، وتقدم كهدايا في المناسبات، ينقشها بأشكال وتصاميم مختلفة مستوحاة من محطيه الجديد وبما يستهوي الزبون الذي قد يكون شغفه القراءة فيصنع له كتاباً من خشب أو اسماً على شكل قلب حب. الأزاميل التي تعتمدها النجارة العربية بالحفر لم تكن متوفرة في الدنمارك واستطاع “حسان” الحصول عليها عبر أصدقاءه في مصر.
يحدد سعر القطعة الخشبية المنحوتة بحسب نوع الخشب وساعات العمل وفق القانون الدنماركي. وأصبحت منحوتات “حسان” تتوزع في أكثر من منطقة ضمن الدنمارك بعد عدة معارض أقامها بمدن هيدرسلو، أبينرا، اولستغوب، سوندربورغ، كغوسو، كريستين الدنماركية. يشترط القانون الدنماركي لمن أراد الاستفادة من موهبته ضمن منزله بتأسيس شركة تسمى Hopi arbejder، ويتم ترخيصها ليتاح لصاحبها البيع دون مساءلة. وهذا ما عمل عليه ” أبو الجوز”، وفق ما أكد. موضحاً أن المشروع الصغير الذي بدأه آخذ بالتوسع ليشمل مناطق أخرى في أوروبا، كما بدأ بإعداد كورسات تعليمية عن كيفية الحفر على الخشب بإستخدام الازميل.
الخيال الواسع والاتقان الذي احترفه “حسان” منذ عشرات السنين ساعده على إنجاز تحف جميلة وأنيقة وفي كل قطعة ينحتها يتجلى فيها حنينه لوطنه عبر رموز وإشارات تدل عليه كنقش عناقيد العنب أو أشجار الحور.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});