الدنمارك بالعربي

المسلمين في الدنمارك


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

تجاوز عدد الجالية المسلمة في الدنمارك ثلامائة ألف نسمة ،ينحدرون من دول عرفت حروب  طاحنة واضطروا للمغادرة والإستقرار في العديد من الدول الأروبية من بينها الدنمارك ،فهناك الفلسطينيون والأفغان ثم العراقيين الإيرانيين بعد سقوط نظام الشاه ،إلى جانب هؤلاء هناك الجالية التركية ومواطنون ينحدرون من دول شمال إفريقيا ،تاريخ  هجرة هؤلاء يعود لأوائل الستينات ،ولعل من أسباب هجرة غالبيتهم ،البحث عن فرص عمل وغذ أفضل ،ثم حاجة أروبا لِيَد عاملة لإعادة مادمرته الحرب


تواجد الجاليات المسلمة بالدنمارك ،وفي بيئة غير مسلمة جعلهم يؤسسون أماكن للعبادة بطرق عشوائية في البداية ،ومع مرور الوقت أخذوا يشترون أماكن أوسع بدعم من  الدول التي ينحدرون منها كتركيا مثلا أو بدعم من دول شرق أوسطية تقودها بالدرجة الأولى المملكة العربية السعودية ،من خلال مؤسسة رابطة العالم الإسلامي ،أو ليبيا  والتي لعبت دورا لكي يكون لها مكانا ودعما ،وقد كان لها وجود ليس فقط في الدنمارك ولكن في دول أروبية أخرى  بحيث استطاعت شراء العديد البنايات وأدخلت عليها إصلاحات واتخذتها أماكن عبادة ،في الدنمارك ،المركز الثقافي الإسلامي ،الذي سيطرت عليه في بداية الأمر جمعية الدعوة العالمية ،فكان مقصد الجالية المغربية والباكستانية بالخصوص وأقليات أخرى مصريين ويمنيين بعد  الحرب التي حدثت بين الشمال والجنوب وسقوط عدن .الأتراك وبدعم من الدولة اشتروا مسجدا لهم وسط العاصمة وكان المكان الذي يلجأ إليه الجميع لأداء صلواتهم ،وبعد سنوات استطاعوا شراء أماكن للعبادة أخرى ،لكن يبقى المركز الثقافي التركي هو المكان الرسمي الذي يجمع جميع الأتراك ،بحيث يتحمل مسؤولية الإمامة فيه إمام مبعوث من الدولة ،وإدارة تدبير المركز منتخبة من رواد المسجد بطريقة ديمقراطية ،وهي المؤسسة الدينية التي عرفت استقرارا في تدبيرهابخلاف  المؤسسات الأخرى


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

المركز الثقافي الليبي تناوب على التسيير فيه لجان منتخبة  سيطر عليها المغاربة وعرفت طوال مدة طويلة صراعات وخلافات حادة لسنوات مما دفع مجموعة من البحث عن أماكن أخرى فخرج المغاربة واكتفوا مكانا في إحدى أحياء وسط المدينة واتخذوه مسجدا سموه مسجد الفتح ،ثم انشقت عنهم مجموعة أخرى وأسسوا مسجد المحسنين في البداية ثم بعد سنوات ،استطاع مجموعة من التوجه إلى دول الخليج العربي المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين ،واستطاعوا  جمع ما يكفي من المال لشراء بناية جعلوها مسجدا وسموه مسجد الرابطة ،وبعد سنوات سينشق عن مسجد الفتح مجموعة ،اختاروا اكتراء بناية غير بعيد عن مسجد الفتح واتخذوها مسجدا سموه مسجد السنة ،لم تمضي سنوات حتى انشقت مجموعة أخرى واكتفوا مكانا آخر في ضواحي مطار العاصمة بمنطقة آما ورحل معهم الباكستانيون ملتحقين بالإمام الباكستاني فاروق ،ثم توالت الإنقسامات ،فانشق عن مسجد الرابطة مجموعة دخلت في صراع مع البرازي ،واستطاعت هذه المجموعة السفر لدول الخليج وبالخصوص قطر ،فأقنعنا المسؤولين هناك لشراء مكان يتخذوه مسجدا ،وفعلا حولوا البناية لمسجد بكل المعايير ،فأصبح عند انتهاء الأشغال فيه تحفة معمارية ،ساهم فيها الخطاطون المغربة وصناع بارعين في الزخرفة وقبلها اختار جناح آخر جمع المغاربة والفلسطينين ومواطني دول شمال إفريقيا الآخرين شراء مكان آخر أطلقواعليه الوقف الإسلامي ،غالبية رواده ،كانوا في نظر العديد  متشددين ،يطلقون عليهم الإخوان المسلمين ،أي فريق كان متأثر بفكر حسن البنّا المصري الذي أسس حركة الإخوان المسلمين في مصر


الباكستانيون كذلك كانوا فرقا وكل فريق اختار شراء مكان للعبادة فيه بإمكانياتهم الخاصة ،وانتشر في العديد من أحياء العاصمة مساجد ودور للعبادة كانت في غالبيتها ضيقة لا تستوعب المصلين وبالخصوص يوم الجمعة ،وانشق المغاربة عن مسجد الفتح مرة أخرى وعن مسجد الرابطة واشتروا مكانا آخر بتبرعات المغاربة وأطلقوا عليه مسجد الإمام مالك ،ثم انشقت مجموعة أخرى واشتروا مسجد آخر في بلدية أخرى ،وهكذا تعددت دور العبادة وازدادت الإنشقاقات والصراعات إلى يومنا هذا


(adsbygoogle =

window.adsbygoogle || []).push({});
وإذا حاولنا القيام بدراسة لهذه المؤسسات سنجد أن غالبية اللجان المشرفة على تدبيرها تعيش صراعات ،انعكست على تسييرها المالي وجعلها تعيش أزمات مالية كادت تعصف بها في الغالب


و تستمر الجاليات المسلمة في تفريخ المزيد من المؤسسات الدينية  في مدن أخرى في الغالب تأتي من التبرعات المالية التي يقوم بجمعها سواءا في الدنمارك أوفي العديد من الدول الأروبية الأخرى


إذا  تمعنا في  خريطةالمؤسسات الدينية الإسلامية ،نجدها قد تناسلت ،وأصبح لكل جالية مساجدها ،وازدادت الصراعات داخل المؤسسة الواحدة  مما انعكس سلبا على تدبيرها ،وسيطر على تسييرها أشخاص لا يحملون من العلم والثقافة الإسلامية إلا النزر القليل مما جعلهم يفشلون في غالبيتهم  في محاربة التطرّف والغُلو الذي انتشر بقوة في غياب التدبير الجيد ،وفي غياب البرامج والمشاريع التي  تعد الإنسان المسلم المتشبع بالفكر الذي يدعو للتسامح والتعايش


كثرة وتعدد المؤسسات الدينية  تولد عنه ازدياد الصراعات بين المؤسسات ،حيث تحاول كل مؤسسة استقطاب المزيد من المسلمين إليها من أجل تحمل المسؤولية المادية لتلبية الحاجيات الضرورية ،مما جعلها تعني من إكراهات باستمرار


(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى