جيش الدنمارك: شبابنا غير مؤهل نفسياً لحمل السلاح
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
كشفت أرقام وزارة الدفاع الدنماركية أنّ نسبة كبيرة من أسباب التسريح الفوري من الخدمة العسكرية هي أمراض نفسية، وأن 22 في المائة من المرفوضين يعانون من الاكتئاب وأعراض خوف وقلق وفرط الحركة وغياب التركيز. ووفقاً لنفس الأرقام، فإن 8 في المائة فقط جرى تسريحهم بسبب أمراض في المفاصل، لكن المعاناة النفسية هي الطاغية خلال السنوات العشر الأخيرة، بحسب ما جاء في بيان وزارة الدفاع أمس الخميس، بناء على المسح الذي أجرته في الموضوع. وقال كبير الأطباء بالمستشفى الجامعي في كوبنهاغن، سفيند مادسن، في تصريح صحافي، إن “الاضطرابات النفسية طغت على سبب رفض الشبان، بعد أن كانت السمنة المفرطة السبب الأبرز”. وكشف مادسن أن “فرط الحركة وتشتت الانتباه يحتلان مرتبة متقدمة في أسباب رفض الشباب في الخدمة العسكرية، بنسبة واحد إلى خمسة.
هذا الأمر يفاجئني، فهؤلاء الشبان كان يجب على البلديات مساعدتهم اقتصادياً لتوفير التشخيص والعلاج مبكراً”. وقالت الطبيبة بوليتا فردركسن، من “الرابطة الدنماركية للطب العام”، في تصريح صحافي لها، إن النسبة العظمى ممن يعانون مصاعب نفسية بين الشبيبة الدنماركية “هم الذين تأثروا بتغيرات نمط سوق العمل، ونظام الدراسة، ومجموعة متغيرات اجتماعية جعلتهم خارج الاهتمام، فيما انطلقوا ليثبتوا فقط أنهم قادرون على تلبية توقعات المحيط، وأن الأغلبية من الشبان غير المهرة لم يقدم النظام عروضاً مناسبة لهم”. وتعترف التقارير الرسمية الدنماركية بأن المشاكل النفسية لدى فئة الأطفال (تحت 18 سنة) تضاعفت خلال 10 سنوات، وبعض هؤلاء تتم معالجتهم، فيما آخرون يخفون مشاكلهم النفسية. وحسب وزارة الصحة الدنماركية، شهد عام 2010 تقديم علاج نفسي من دون إدخال استشفائي إلى نحو 121 ألفاً من فئة الشباب، فيما شهد عام 2016 زيادة إلى 193 ألف متلق للعلاج النفسي من نفس الفئة. واعترفت وزيرة الصحة الدنماركية، ألين ترانا ساموئيلسن، أن “الساسة في البلد بطيئون في إيلاء الاهتمام للمعاناة النفسية لدى الشباب، وهذا أمر يجب تغييره”. وبدأ عدد من المشرعين العمل على إقرار إجراءات سريعة لوضع مخطط شامل للعلاج النفسي قبل خريف العام الحالي.
ويقوم نظام الخدمة العسكرية في الدنمارك على الاحترافية التي تمزج بين التطوع والخدمة الإجبارية منذ سن الثامنة عشرة حتى 32 سنة، أو حين يحصل الشاب على الجنسية، ولو كان في منتصف العشرينيات، ويمكن للإناث أن يخدمن في الجيش بدون أن تكون الخدمة إلزامية، وهن يشكلن حالياً نحو 17 في المائة من الجيش.
يذكر أن آلاف الجنود الدنماركيين، ممن شاركوا في مهام خارج حدود بلدهم، في البوسنة والعراق وأفغانستان، ظلوا لسنوات يكافحون من أجل الاعتراف بإصابتهم بأعراض ما بعد الصدمة، وأقدم عدد منهم على الانتحار بعد أن قتلوا أسرهم كاملة، بمن فيهم أطفالهم الصغار، قبل أن تبدأ الحكومة إيلاء قدامى المحاربين اهتماماً. وضع مخطط لمواكبة الحالات التي تستدعي التدخل (ناصر السهلي) وتراوح خدمة الجندية بين 8 إلى 9 أشهر إلزاماً، ويحصل العسكريون في الدنمارك على راتب شهري يتراوح بين 2 إلى 3 آلاف دولار بحسب الرتبة، مع إضافات لقاء دوام إضافي، و6 إلى 8 آلاف دولار للذين يخدمون خارج الحدود. وتجذب كليات الضباط، خصوصاً المهندسين وضباط اللغتين العربية والروسية، عدداً كبيراً من الشبان والشابات، بسبب الإغراءات المالية الكبيرة.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ناصر السهيلي