فكرة أرسال الاجئيين السوريين الى الرقة
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
طرح حزب “الشعب الدنماركي” للمناقشة القانونية “إعادة اللاجئين السوريين في الدنمارك إلى مدينة الرقة المحررة من “داعش”، وفقاً لنص المقترح المقدم الأسبوع الماضي.
ويبدو القلق مشروعاً إذا ما نظر إلى وزن هذا الحزب، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الاجتماعي الديمقراطي المعارض العريق في تاريخه، مقارنة بحزب تأسس في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بالتزامن مع طبيعة الإقامة المؤقتة التي باشرت فيها الدنمارك في 2015، والشبيهة بإقامة البوسنيين رغبة في إعادتهم بعد انتهاء الحرب هناك.
مقترحات اليمين المتشدد في الدنمارك، وبحسب زعيمه، كريستيان ثولسن دال، تركز بداية على أنه “حان الوقت للاجئين السوريين القادمين من منطقة الرقة بالعودة إلى ديارهم”. كلام دال الذي تناقلته وسائل الإعلام المحلية يأتي بعد أقل من شهر على دحر تنظيم داعش عن المدينة السورية.
“
مقترحات اليمين المتشدد في الدنمارك، وبحسب زعيمه، كريستيان ثولسن دال، تركز بداية على أنه (حان الوقت للاجئين السوريين القادمين من منطقة الرقة بالعودة إلى ديارهم)
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
“
ويتساءل دال “لا أفهم لماذا لا يقف السوريون في الدنمارك، كغيرهم من أبناء بلدهم، أمام بيوتهم وبمساعدة من الدنمارك للمشاركة في إعادة تعمير بلدهم؟”. هذا السؤال الذي يطرحه زعيم الحزب المتشدد سبقه أيضاً طرح من الحزب ذاته عن الحسكة، باقتراحات تذهب إلى “رمي السوريين المعارضين إلى فم النظام وحلفائه”، بحسب اليسار الدنماركي المعارض.
ويتوجه هذا الحزب بمقترحاته تلك إلى جمهور مؤيّد في الشارع الدنماركي، إذ تمنحه الاستطلاعات اكتساحاً في أية انتخابات عامة مقبلة، بما يفوق ما يحصل عليه حزب الليبراليين فينسترا الذي يتزعم حكومة ائتلاف يمين الوسط. ويقارن دال بين “عودة اللاجئين من معسكرات اللجوء في لبنان وغيرها إلى قراهم”، وسبب “عدم عودة اللاجئين الذين قطعوا كل هذه المسافة للوصول إلى الدنمارك”. بل إن اليمين المتطرف يترك الباب مفتوحاً للدخول في مفاوضات إعادة السوريين مع بشار الأسد نفسه “فليس لدينا بدائل أخرى”، يؤكد دال.
رئيس الوزراء الدنماركي، لارس لوكا راسموسن، يتحدّث بوضوح بأن “بلدنا لن يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي اسم رئيس سورية بشار الأسد ولم تتحرك سورية نحو الديمقراطية”. أمر الديمقراطية لا يراه اليمين المتشدد “شرطاً لإعادة اللاجئين ومساعدتهم في بلدهم، وأمر مستقبل بشار الأسد يعود للسوريين أنفسهم”.
يبدو رئيس الوزراء راسموسن، المعتمد في استمرار حكومته على القاعدة البرلمانية لحزب الشعب المتشدد، غير قادر على قبول المقترح كما هو ويفتح الباب لمفاوضات برلمانية “فذلك مقترح بعين واحدة، وهو مشروع سيعني أن نوقف عملية الاندماج وتشغيل اللاجئين السوريين للاعتماد على الذات بسبب مقترح يقول بأنه لا فائدة من تشغيلهم طالما أننا سنعيدهم إلى بلدهم. ما نحتاجه هو إيجاد توازن بين الأمور المقترحة”.
معارضو المقترح رأوا أنه “غير واقعي في ظل الدمار الذي تعرضت له معظم المساكن والبنى التحتية في الرقة، مع استمرار محاولات النظام لدخولها وقصفها، وهي ما تزال تعتبر منطقة حرب”. بيد أن “الشعب الدنماركي” المتشدد لا يرى في “حجج المعارضة ما يكفي، فالتصوير الجوي الذي تتناقله المواقع عن عودة السوريين إلى مدينتهم دليل على واقعية إعادة السوريين من الدنمارك إلى الرقة”.
يقترح حزب الشعب بشكل عملي أن “يجري تحضير ترحيل السوريين حين يراجعون السلطات لتمديد الإقامة المؤقتة، ويجب أن نبحث بالتحديد من أية منطقة في سورية حضر هذا اللاجئ لترتيب إعادته هو وأسرته، تماماً كما يفعل السوريون في المناطق المجاورة لسورية”، يشرح كريستيان ثولسن دال بكل ثقة “إمكانية تطبيق الترحيل”. ولكي يبدو مشروع الإعادة إلى سورية واقعياً “يمكننا أن نساعد هؤلاء للبدء بحياتهم في بلدهم الأم، بما يعني نظرة أخرى لقضية الدمج ومنحهم إمكانات لاستخدامها بعد العودة”، يمضي دال في محاولة إقناع السياسيين في كوبنهاغن.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});