الدنمارك: فصل الأطفال عن آبائهم اللاجئين لـ 25 ساعة أسبوعياً
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
فرضت “الدانمارك” قوانين جديدة مثيرة للجدل تقول أنها بهدف تنظيم حياة الناس في المناطق التي يسكنها المهاجرون، لكن معارضين لهذه القوانين وصفوها بالعنصرية معتبرين أن القانون الدانماركي، لم يعد ينظر بـ “عين واحدة” على كافة أطياف الشعب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أول أمس، فإن المولودين الجدد في 25 منطقة (يقطنها أغلبية مسلمة) باتت تصفها الحكومة بـ “الغيتو” (أحياء فقيرة تقطنها أقليات مهاجرة)، يتعين فصلهم عن عائلاتهم لمدة 25 ساعة في الأسبوع على الأقل، لتعليمهم “القيم الدانماركية”.
وتفيد الصحيفة، أنه ابتداء من العام الأول للولادة فإنه يجب فصل “أطفال الغيتو” عن عائلاتهم لمدة 25 ساعة في الأسبوع على الأقل، بما لا يتضمن أوقات النوم، لتعليمهم عادات عيد الميلاد وعيد الفصح واللغة الدنماركية، في حين سينتج عدم الالتزام بها، عن قطع المعونات الاجتماعية.
وستصبح تسميات “والدة غيتو” و “طفل غيتو”، رسميةً بحسب التصنيف الجديد للقانون الدنماركية، لكل من يعيش في حي للمهاجرين من ذوي الدخل المحدود، وذلك لإرغامهم على الاندماج مع التيار العام، رغما عنهم إن لم يفعلوا ذلك من أنفسهم، حسب الصحيفة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن تلك المقاربة القاسية تمثلها “رزمة قوانين الغيتو”، المكونة من 22 مقترحاً قدمتها الحكومة في بداية شهر آذار، وتمت موافقة البرلمان على معظمها، بأكثرية برلمانية، وسيتم التصويت على المزيد في الخريف المقبل.
ويشير التقرير إلى أن بعض هذه القوانين عقابية؛ فإحدى الإجراءات التي تناقش تسمح للمحاكم بمضاعفة العقوبة لجرائم محددة، في حال اُرتكبت في أحد الأحياء الـ 25، فيما تدعو أخرى لفرض عقوبة السجن 4 سنوات على الآباء الذين يجبرون أبنائهم على زيارة بلدانهم لمدة طويلة، لتأثيرها السلبي على “مدارسهم ولغتهم ومصلحتهم”، فيما هناك مقترح آخر يسمح للدولة بتكثيف الرقابة والتجسس على عائلات “الغيتو”.
كما تم رفض بعض المقترحات لاعتبارها “متطرفة”، كمقترح من حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف يدعو إلى إلزام “أطفال الغيتو” بيوتهم بعد الساعة 8 مساء، وعندما سئل عن كيفية التطبيق، أجاب رئيس لجنة الدمج بالبرلمان “مارتين هنريكسين” بأنه يمكن أن يتم إلباس الأطفال أساور إلكترونية لرصد أماكن وجودهم.
وتقول البرلمانية الديمقراطية الاجتماعية “يلديز أكدوغان” التي تتضمن دائرتها الانتخابية منطقة تينغبجيرغ المصنفة كـ “غيتو”، أن الدنماركيين أعماهم خطاب الكراهية ضد المهاجرين، حتى أصبحوا لا يدركون الظلال السيئة لمعنى كلمة “غيتو”، وصداها في فصل اليهود في ألمانيا النازية.
وتضيف أكدوغان “نسميهم أطفال الغيتو، ووالدي الغيتو، إنه جنون، أصبح استخدام هذه الكلمات في التيار الرئيسي، وهو ما يجعل الأمر خطيراً جداً، من يعرف قليلاً من التاريخ، الفترة غير الجيدة في أوروبا، يعرف ما الذي ارتبطت به كلمة (غيتو)”.
والتقت الصحيفة مع عدد من الناخبين الموافقين على القوانين الجديدة، حيث تقول مصففة الشعر “دوروثي بيدرسين”، “إنهم ينفقون الكثير من الأموال الدنماركية.. ندفع إيجاراتهم وثمن ملابسهم وطعامهم، ثم يأتوننا بلغتهم الدنماركية المكسرة ليقولوا لنا: لا نستطيع العمل لأن لدينا ألما”.
في حين قالت الزبونة “آني لارسين”، إنها دُعيت مرة لحفل زواج ابن مهاجرين أتراك، وتفاجأت أن النساء والرجال كانوا منفصلين في الحفل، وقالت إنه ربما كان هناك حوالي 10 دنماركيين فقط مدعوين للحفل، وأضافت: “أظن إنه كان عليهم ألا يدعوننا”.
يشارُ إلى أن المواطنين الدنماركيين، لهم الحرية في تسجيل أبنائهم في رياض ما قبل المدرسة حتى سن السادسة.
ويبلغُ عدد سكان الدنمارك 5.7 مليون شخص، منهم 87% من أصول دنماركية، والباقي من المهاجرين أو أبناء المهاجرين، فيما لا تفصح الحكومة الدانماركية بمعلومات حول السكان من خلفيات دينية معينة، فيما زاد أعداد المهاجرين بعد موجات الهجرة من أفغانستان والعراق وسوريا.
وتعتبر قوانين الهجرة في الدانمارك من أصعب القانونين التي تتبعها دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، حيث شددت الدانمارك قوانين هجرتها مراراً، عبر فرض مزيدٍ من الالتزامات على اللاجئين، وتصعيب إجراءات لم الشمل، وتغيير أنواع الإقامة الممنوحة.
وعلى عكس السويد وألمانيا وفرنسا وهولندا، استقبلت الدانمارك أعداد قليلة جداً من اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم، حيث لا تتجاوز أعدادهم بضعة آلاف، حسب إحصاءات رسمية.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});