ما علاقة الطقس بأسعار الكهرباء والطاقة ؟
في حين أن أسعار الكهرباء والغاز ترتفع بشكل كبير في جميع أنحاء أوروبا الجافة لمستويات هي الأعلى تاريخيا، إلا أنها يمكن أن تزداد ارتفاعاً بسهولة.
أدى المزيج المكون من نقص الغاز الروسي والطقس الجاف وإغلاق محطات الطاقة النووية نتيجة لارتفاع درجة الحرارة. إلى خلق ما يسميه الخبراء “عاصفة مثالية” أدت بشكلٍ خاص إلى ارتفاع أسعار الكهرباء لهذا الحد.
ومما أثار القلق أكثر أن لا احتمال إلى توقيع اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا قريباً يعيد تصدير الغاو الروسي لسابق عهده. لذلك يحاول كلٍ من السياسيون والمواطنون والشركات الأوروبية التهيُئ لفصل الشتاء البارد.
الجفاف يعيق سير السفن بسبب انخفاض مستوى المياه
أدى غزو روسيا لأوكرانيا وما تلاه من انخفاض هائل في صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا إلى الضغط على أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم، ولكن بشكل خاص في أوروبا.
لكن القفزة الأخيرة في أسعار الكهرباء والغاز ترجع أساسا إلى الجفاف الذي ضرب أوروبا بأكملها وأحد الأنهار المهمة في ألمانيا على وجه الخصوص.
لقد كان جفاف نهر Rhinen هو ضغطة الزناد التي أدت إلى في هذا الانفجار الهائل في الأسعار في الأسبوع الماضي أو نحو ذلك. وهذا لا علاقة له بروسيا”. كما يقول Ole Sloth Hansen، رئيس استراتيجية السلع في Saxo Bank.
النهر هو واحد من أهم الممرات المائية في أوروبا، التي تستعمل لنقل البضائع، والتي تشمل النفط والفحم، ولكن سبب انخفاض منسوب مياه النهر إلى إعاقة نقل البضائع.
بعد القفزات الأخيرة في الأسعار، والتي تسببت في تحطيم أسعار الكهرباء والغاز الدنماركية أرقاما قياسية جديدة، لا يشك Ole Sloth Hansen في كيفية وصفه للوضع الحالي.
“في الوقت الحالي، يتعين علينا وصف مستويات الأسعار بأنها متطرفة للغاية. نحن ننظر إلى بعض التقلبات الحادة في كل من أسعار الغاز والكهرباء في الخريف” ، كما يقول الخبير الاقتصادي في Saxo Bank، الذي يشير بالإضافة إلى غزو روسيا لأوكرانيا إلى الطقس كعامل حاسم.
بالإضافة إلى الجفاف الذي يستنزف الأنهار، فرضت حرارة الصيف أيضا ضغوطاً على الطلب على الطاقة في جنوب أوروبا.
في الوقت الذي كانت الحاجة إلى تكييف الهواء في أقصاها. قامت اسبانيا حظر التبريد إلى أقل من 27 درجة. فضلا عن دعوة موظفي المكاتب إلى الاستغناء عن ربطة العنق.
الاتحاد الأوروبي يستعد لشتاء حاسم
وفي Bruxelles، أطلقت عدة مبادرات منذ شباط/فبراير للتخفيف من حدة أزمة الطاقة. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت المفوضية الأوروبية، جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء. عن خطة ادخار لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15 في المائة هذا الشتاء.
يصف Ole Sloth Hansen وضع الطاقة في الأشهر الستة المقبلة بأنه “غير مؤكد” ومن غير المعروف كيف ستتغير أسعار الطاقة. ويقول: “إن ما سيؤثر على أسعار الغاز هو ما إن كان شتاء معتدل أو بارد”
بالتوازي مع تدابير الحد من الاستهلاك، بدأت دول الاتحاد الأوروبي في ملء مخاون الغاز للتخفيف من آثار الشتاء البارد المحتمل. الهدف هو ملء المخازن حتى 80 في المائة على الأقل بحلول 1 أكتوبر، عندما يبدأ موسم التدفئة.
في الدنمارك، في 17 أغسطس، مُلأت مخازن الغاز الدنماركية بنسبة 93 في المائة من الطاقة الاستيعابية، حسبما أبلغت وكالة الطاقة الدنماركية TV 2.
ومع ذلك، من المرجح أن يتم تقاسم أجزاء من إمدادات الغاز الدنماركية مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، حيث قد تكون الحاجة أكبر كجزء من مبدأ التضامن.
في أوائل أغسطس/آب، أعلنت الحكومة النرويجية أنها مستعدة للحد من تصدير الكهرباء إذا لم يتم تجديد خزانات محطات الطاقة الكهرومائية في البلاد بشكل كاف.
النرويج ليست جزءا من اتفاقيات التضامن، ولكنها واحدة من أكبر مصدري الكهرباء إلى المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا والدنمارك.
وقالت الباحثة Trine Villumsen Berling في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية:
“فوجئت بسرور بالسرعة التي تحرك بها قادة الاتحاد الأوروبي في نفس الاتجاه في التعامل مع أزمة الطاقة منذ اندلاع الحرب”
ومع ذلك، فإنها تشير بالفعل إلى تصدعات محتملة في الوحدة والتضامن في جميع أنحاء القارة. وخاصة فيما يتعلق بالدول الأعضاء في جنوب أوروبا.
“إن توقف النرويج عن تصدير الكهرباء سيكون له أثر مدمر للغاية في الوضع الحالي.”
“نحن بالفعل في عاصفة مثالية. هل سنحترم الآن مبادئ التضامن التي تم الاتفاق عليها؟ أم أن جميع البلدان ستفكر في نفسها أولا، كما يقول كبير الباحثين.