“الحورية الصغيرة” في الدنمارك… سيرة تخريب متعمّد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
خلال أسبوعين، تعرضت “حورية البحر الصغيرة” ذات القيمة الوطنية والسياحية في الدنمارك إلى تخريب متعمد، على يد جهات مختلفة، والشرطة تبحث عن الفاعلين.
واليوم الأربعاء، استيقظت الدنمارك، على “عملية تخريب” بحق “الحورية”، عن طريق طلائها باللون الأزرق، ثم كتابة الجملة الاحتجاجية “أطلقوا سراح عبدالله”، من دون معرفة هوية عبدالله الذي يطالب المحتجون بتحريره من السجون.
كذلك، في 30 مايو/أيار الماضي، استغل مدافعون عن حقوق الحيوانات في البلاد مكانة ورمزية “الحورية”، مع بدء الموسم السياحي، فقاموا بطلاء التمثال البرونزي باللون الأحمر، كناية عن لون الدم، وكتبوا “على الدنمارك حماية حيتان جزر الفارو”، وهي جزر دنماركية تقع في المحيط الأطلسي.
وأعلنت شرطة كوبنهاغن عن استمرار عمليات البحث عن الفاعلين في الحادثتين، وبدأت بعملية تنظيف التمثال من الطلاء، لفسح المجال أمام السائحين لمعاينته.
وطلاء الحورية، أو تغيير شكلها عمل غير قانوني في الدنمارك، ويستغله المحتجون لإثارة الانتباه إلى رسائلهم، وفقاً لخبير العلامات التجارية في كوبنهاغن، نيكولاي ستاغيس.
يبلغ وزن “الحورية” 173 كيلوغراما، ونحتها الفنان إدوارد إريكسن في عام 1913، كهدية من الثري كارل ياكوبسن إلى كوبنهاغن، وتجسد عمل الكاتب والروائي الدنماركي، هانس كريستيان أندرسن، الذي حمل الاسم نفسه “حورية البحر الصغيرة”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وتعرضت الحورية إلى عمليات تخريب عدة، منذ تنصيبها قبل 104 أعوام. إذ في أقسى عمل تخريبي، قام مجهولون في عام 2013، بنسفها عن الصخرة التي تجلس عليها، في ذكراها المئوية.
وفي عام 1964 قُطع رأسها البرونزي، واعترف أحد أشهر فناني الدنمارك، يورغن ناش، بأنه يعرف الفاعلين، ليتبين في مذكراته بأنه هو الفاعل، ولم يعثر على رأسها منذ ذلك الوقت.
وبعد إعادة نحت رأس جديد لها، فقد، في العام 1984، ذراعها الأيمن الذي قام شخص بنشره، ولكن الفاعل، وبعد ضجة إعلامية، ذهب إلى شرطة كوبنهاغن حاملاً الذراع ومعترفاً بفعلته.
وفي عام 1998 فقدت الحورية مرة أخرى رأسها نشراً، ولم يعثر له على أثر، ثم أعيد مجدداً من دون محاكمة لمصور شكت الشرطة به.
وخلال السنوات الماضية، شكلت “حورية البحر الصغيرة” الموقع المفضل لعمليات الاحتجاج السياسية والثقافية. إذ في سبعينيات القرن الماضي، تمركزت الحركة النسوية هناك.
وأثارت هذه الأفعال الاحتجاجية المتكررة حفيظة الدنماركيين الذين يرون في الحورية “رمزاً وطنياً”.
وطالب رئيس المجلس الثقافي البلدي، اليميني المتشدد كارل ايبسن، اليوم، بوضع “حورية البحر الصغيرة” تحت رقابة الكاميرات الموصولة بالشرطة، ووفقاً لقوانين وزارة العدل الدنماركية “للمراقبة والتفتيش” في الأماكن العامة “يمكن للسلطات، كالبلديات، أن تثبت كاميرات مراقبة للتماثيل القيمة لمنع الاعتداء والتخريب والسرقة وأي أعمال جنائية”.
مصدر الصور: “فرانس برس”
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});