الدنمارك: قبر ملكي زجاجي بيضاوي يرمز إلى الشفافية والديمقراطية
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
في عصور أوروبا القديمة كان للدفن طقوسه، مثلما هي طقوس حضارات وشعوب أخرى، كما في مصر الفرعونية وحضارات سكان قارة أميركا الأصليين، وفي الدنمارك تقوم الملكة مارغريتا الثانية (كوبنهاغن 16 إبريل/نسيان 1940)، المهتمة بالثقافة والفنون، بوضع لمسة فنية في استعدادها للرحيل مع زوجها الأمير هنريك منذ عام 2003.
رحل هذا العام زوجها الأمير هنريك قبل أن يتسنى له مشاهدة الانتهاء من القطعة الفنية التي أوكل بها بروفسور الفنون الدنماركي بيورن نورغوورد: تابوت زجاجي شفاف، شارك في عمله فنانون ونحاتون من مختلف دول العالم. أُحرقت جثة الأمير هنريك، المتوفى في فبراير/شباط الماضي، ونثر رماده بعد خلافات آخر العمر مع القصر، فنتج عن الاتفاق مع الفنان نورغوورد قطعة لقبر واحد سيضمها منحوتة مع زوجها الراحل، وقد عمل عليه منذ 15 سنة. أما اختيار هذا الشكل الفني البيضاوي لتابوت شفاف، حيث يمكن للشعب أن يرى نحتاً داخلياً بالحجم الطبيعي لملكتهم، مارغريتا الثانية، التي اعتلت العرش منذ وفاة أبيها في 1972، بعد تعديل دستوري سمح للمرأة بأن تتوّج ملكة، فتعيده القصة المتداولة إلى “فكرة الشفافية كرمزية للعصر الديمقراطي”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
دفن ملكة الدنمارك، سيجري في كاتدرائية روسكيدا، إلى جانب 38 ملكاً وملكة اعتلوا عرش الدنمارك قبلها. ويعتبر هذا المدفن الملكي من أقدم مدافن ملكيات أوروبا، حيث أسس له أحد أجدادها، ويسجى فيها واحد من أقدمهم، الملك “هارلد السن الأزرق” (هارلد بلوتاند) المتوفى سنة 987 ميلادية. وضمت اليونسكو الكاتدرائية في روسيلدا إلى قائمة التراث العالمي في 1985. قصة القبر الشفاف بدأت مبكراً، في 2003، بلمحة فنية حديثة تكلفت نحو 29 مليون كرونه دنماركية (4.7 ملايين دولار)، واستخدم فيه الفنان نورغوورد المواد الأولية لنحته من تراب جيء به من فرنسا. وسيجري رفع التابوت القبر على أعمدة ثلاث، ترمز إلى مكونات المملكة الدنماركية، من حجارة الغرانيت بجزيرة بورنهولم الدنماركية، وبازلت جزر الفارو، ورخام جزيرة غرينلاند،
ومن الفضة صبت رؤوس الفيلة. ويحتضن تجويف هذا القبر نحتين لمارغريتا الثانية وزوجها هنريك، ويصل وزنه إلى نحو 5 أطنان، وبالرغم من نقله إلى كاتدرائية روسكيلدا إلا أن الجمهور لن يستطيع مشاهدته، بعد أن غطي بالكامل، إلى حين وفاة ونقل جثمان الملكة ليتاح بعدها للدنماركيين إلقاء نظرة الوداع. ورغم أنه ممنوع عليها الخوض في الشؤون السياسية، إلا أنها تمارس دورها الدستوري الرمزي، فإليها يرجع تنصيب أو استقالة وزارة أو وزراء واستبدال آخرين،
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وهي التي تفتتح أعمال الدورات التشريعية لبرلمان بلدها، وتلقي عادة كلمة في شعبها في كل ليلة رأس سنة، وهي معروفة في بلدها بشغفها الفني وبعلم التنقيب والآثار، والقراءة بلغات عدة.
وتقوم هي بنفسها بتصميم ملابسها وملابس مسرحيات للمسرح الملكي الدنماركي، وتشارك بفعالية في الحياة الثقافية في بلدها، وترعى كثيراً المكتبة الملكية في كوبنهاغن، وساد مؤخراً اعتقاد بأنها ربما تتخلى عن العرش لولي العهد فردريك الثاني.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});