كان التنقل من مكان إلى آخر في النرويج لا يتم دون عبور جبل أو أخذ عبّارة عبر
مضيق بحري ، حيث تجعل تضاريسها الجغرافية المعقدة ، التي تشمل المضايق
والأنهار الجليدية والجبال ، العديد من المجتمعات النرويجية معزولة عن بعضها
البعض خلال أشهر الشتاء الطويلة ، فقد يعيش الجيران على بعد أقل من ميل واحد
من بعضهم ؛ لكن على الجوانب المقابلة من مضيق أو جبل ، وهو ما يجعل
المسافة بينهما أبعد ، وكان ذلك قبل أن تبدأ النرويج في بناء شبكة واسعة من
الأنفاق ، فإذا شكل جبل عائق على الطريق يقومون بالحفر خلاله ، وإذا كان
المضيق طويل لبناء جسر ، يقومون بإنشاء نفق أسفله ، وجعلت تلك الأنفاق التنقل
عبر البلاد أسهل بكثير من اتخاذ طرق دائرية حول الجبال أو التنقل بالعبارات.
ويوجد أكثر من 900 نفق في النرويج بطول إجمالي يتجاوز 750 كم ؛ منهم حوالي
33 نفق تحت البحر ، وفقا لأحد المصادر ؛ فإن عدد الأنفاق قد يزيد عن الألف نفق
، ويعتبر هذا العدد من الأنفاق كبير للغاية بالنسبة لدولة في حجم النرويج ،
وتحتوي ويكيبيديا على قائمة قصيرة ببعض أطول الأنفاق في النرويج ، وأطولها
نفق ليردال ، الذي يبلغ طوله 24.51 كم ، ويعد أطول نفق في العالم ، ويربط بين قريتي لوردال وأورلاند ، ويربط بشكل أساسي بين العاصمة أوسلو ومدينة بيرجن ثاني أكبر مدن النرويج ، وبينما يعد نفق ليردال أطول نفق “طريق” ، فإن أطول نفق للقطارات هو نفق قاعدة جوتارد في سويسرا ويبلغ طوله 57 كم.
تم اتخاذ القرار لبناء نفق ليردال في يونيو عام 1992 ، عندما أدركت الحكومة الحاجة إلى وجود طريق أرضي يصلح للاستخدام فى جميع الأحوال الجوية ، ليربط بين المدينتين ، ويسمح النفق – وهو واحد من العديد من الأنفاق الواقعة على طول الطريق الأوروبي E16- بتدفق يسير لحركة المرور مع الحفاظ على البيئة الجبلية لمنطقة الألب.
وكان أحد التحديات التي واجهت المهندسين هو كيفية مواصلة السائقين للقيادة في حالة يقظة خلال 20 دقيقة من رتابة الطريق ، وهو أمر ضروري حتي لا يؤدي فقد التركيز إلى وقوع حوادث ، و لكسر الرتابة احتوى النفق علي بعض المنحنيات الطفيفة بين الامتدادات المستقيمة من الطريق ، ويوجد كهف كبير كل 6 كيلومترات ، وتهدف الكهوف إلى كسر الروتين من خلال توفير مناظر متجددة ، والسماح للسائقين بأخذ قسط من الراحة ، كما تستخدم الكهوف كنقطة دوران ومناطق استراحة للمساعدة في تقليل الخوف من الأماكن المغلقة.