منوعات

غزو روسيا لأوكرانيا يضع العالم على حافة أزمة غذاء

غزو روسيا لأوكرانيا يضع العالم على حافة أزمة غذاء

دق الغزو الروسي لأوكرانيا ناقوس الخطر بعد أن وضع العالم على حافة أزمة غذاء،

حسبما تقول شبكة “سي إن إن” الإخبارية.

وبعد أسبوعين من غزو روسيا لأوكرانيا، ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية الرئيسية

المنتجة في المنطقة بشكل كبير، لا سيما القمح.

وتشكل روسيا وأوكرانيا معا 30 بالمئة من تجارة القمح العالمية، فيما تركت الحرب

الصادرات الزراعية في خطر. وسجلت أسعار القمح العالمية أعلى مستوياتها على

الإطلاق في وقت سابق من هذا الأسبوع. وتتبلور مشكلة رئيسية أخرى بعد صعوبة

الوصول إلى الأسمدة التي يحتاجها المزارعون لتحقيق أهدافهم الإنتاجية.

وتوقفت صادرات الأسمدة من روسيا. كما انخفض الإنتاج في أوروبا جراء ارتفاع

أسعار الغاز الطبيعي، وهو مكون رئيسي في الأسمدة القائمة على النيتروجين مثل

اليوريا. وتعد روسيا، إلى جانب حليفتها بيلاروس، مصدران رئيسيان للأسمدة اللازمة

لزراعة مجموعة واسعة من المحاصيل النباتية. لكن في الوقت الحالي، يتخلى

الجميع عن شراء منتجاتهم.

ويتسبب سعر الغاز الطبيعي في تفاقم المشكلة، حيث يحتاج منتجو الأسمدة خارج

روسيا وبيلاروس إلى الغاز لصنع منتجات قائمة على النيتروجين مثل اليوريا، والتي

تُستخدم عند بذر المحاصيل لزيادة الغلة وحتى لتعزيز لونها الأخضر.

ودفعت أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة إلى مستويات قياسية شركة الأسمدة “يارا

إنترناشيونال”، إلى تقليص إنتاجها من الأمونيا واليوريا في أوروبا إلى 45 بالمئة من

طاقتها. 

تكاليف مرتفعة

ومع وجود القليل من هذين المكونين الزراعيين الأساسيين، فإنه الرئيس التنفيذي

لشركة “يارا”، سفاين تور هولسيثر، يتوقع آثارا غير مباشرة على الإمدادات الغذائية

العالمية. وقال هولسيثر إن العالم يتجه نحو أزمة غذائية يمكن أن تؤثر على ملايين الأشخاص.

وأضاف أن التكاليف أصبحت مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن استمرار العمليات على نطاق واسع في أوروبا، مشيرا إلى أنه غير متأكد من موعد عودة الإنتاج الأوروبي بكامل طاقته مرة أخرى.

والجمعة، قال وزراء الزراعة بدول مجموعة السبع إنهم “ما زالوا مصممين على فعل ما هو ضروري لمنع أزمة الغذاء والاستجابة لها”.

لكن خوفا من النقص، تتجه البلدان بالفعل إلى الداخل، مما قد يترك في النهاية كميات أقل من الغذاء للمحتاجين.

وحظرت مصر مؤخرا تصدير القمح والدقيق والعدس والفول وسط مخاوف متزايدة بشأن احتياطيات الغذاء في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. 

وشددت إندونيسيا أيضا قيود التصدير على زيت النخيل، وهو أحد مكونات زيت الطهي وكذلك في مستحضرات التجميل وبعض السلع المعبأة مثل الشوكولاتة.

ودعا وزراء مجموعة السبع الدول إلى “إبقاء أسواقها الغذائية والزراعية مفتوحة والحذر من أي إجراءات تقييدية غير مبررة على صادراتها”.

وقالوا في بيان “أي زيادة أخرى في مستويات أسعار الغذاء وتقلبات في الأسواق الدولية يمكن أن تهدد الأمن الغذائي والتغذية على نطاق عالمي، وخاصة بين الفئات الأكثر ضعفا الذين يعيشون في بيئات ذات أمن غذائي متدني”.

وحتى قبل أن تشن روسيا غزوها على أوكرانيا، كان نظام الغذاء العالمي متوترا. وأدت سلاسل التوريد المزدحمة وأنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها – غالبا نتيجة لتغير المناخ – إلى دفع أسعار الغذاء بالفعل إلى أعلى مستوى لها منذ حوالي عقد من الزمان. 

كانت القدرة على تحمل التكاليف مشكلة أيضا بعد أن ترك وباء كوفيد-19 الملايين من الناس حول العالم عاطلين عن العمل.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الشهر إن عدد الأشخاص على حافة المجاعة قفز إلى 44 مليونا من 27 مليونا في 2019. لكن الصراع في أوكرانيا، من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ، وفقا لشبكة “سي إن إن”.

وقال هولسيثر في حديث للشبكة الأميركية: “ليس الأمر فيما إذا كنا سنواجه أزمة غذاء، ولكن الأمر في حجم هذه الأزمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى