منوعات

تعرّف على القدرات العسكرية لدولة كانت يوماً ثالث قوة نووية في العالم.

تعرّف على القدرات العسكرية لدولة كانت يوماً ثالث قوة نووية في العالم.

تعدُّ وثيقة بودابست التي تمّ توقيعها في العام 1994 بداية انحسارِ القوة

العسكرية لدى أوكرانيا التي تخلّت بموجب الوثيقة عن ترسانتها النووية التي كان

حجمها يقدر بثلث الإرث النووي السوفياتي، مقابل الضمانات التي منحتها الدول

الموقعة وهي، إضافة إلى أوكرانيا، الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، بالحفاظ

على وحدة أوكرانيا وحماية أمنها القومي.

فأوكرانيا، التي كانت تعدّ ثالث قوة نووية في العالم بعد روسيا والولايات المتحدة،

تنازلت وفقاً للاتفاق، عن نحو 5 آلاف سلاح نووي كانت موجودة على أراضيها، كما

كانت تملك نحو 10 رؤوس نووية حرارية ذات قدرات تدميرية هائلة.

التخلي عن الترسانة

تخلي كييف عن ترسانتها النووية، جاء متزامناً مع تراجع قدرات جيشها الذي كان

قوامه حين استقلت أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي في العام 1991 يقدر بـ455

ألف جندي، ليصل هذا الرقم إلى 120 ألف مع حلول العام 2013 وحينها كانت

الميزانية المخصصة للقوات المسلحة في البلاد لا تتجاوز الـ1 بالمائة.

وكانت أوكرانيا تملك نحو 1500 طائرة في 1991 إضافة إلى نحو 7000 مدرعة

بينها نحو 6000 دبابة ولكن تلك الأعداد تقلصت كثيراً بفعل الأزمة الاقتصادية

ومعاهدات الحد من انتشار الأسلحة التي وقعت عليها أوكرانيا.

ضمّ القرم

لكنّ انتهاك روسيا لاتفاق بودابست واحتلالها شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس في

العام 2014، أملى على القيادة الأوكرانية إعادة الاعتبار للجيش الوطني باعتباره الضمانة الأهم للأمن القومي، فرفع سقف ميزانية الجيش إلى وصل في العام الماضي نحو 9.5 مليار دولار، ما شكّل نحو 6 بالمائة من الميزانية العامة.

وفي الصيف الماضي وافق البرلمان الأوكراني على مشروع قانون يقضي برفع عدد العسكريين بنسبة 4.4 بالمائة ليصل عديدهم إلى 261 ألفا في الجيش الذي يبلغ عديد المشاه فيه نحو 145 ألف جندي، ويمتلك فيه سلاح البر أكثر من 11 مدرعة ونحو 2500 دبابة ونحو 3 آلاف مدفع و550 راجمة صواريخ.

ووفقاً لموقع “غلوبال فاير باور” المتخصص بالقضايا العسكرية، فإن سلاح الجو الأوكراني والذي يبلغ عديد العاملين فيه نحو 45 ألفا، ويملك 285 طائرة عسكرية، منها 42 مقاتلة، و111 طائرة مروحية، و34 طائرة مروحية هجومية، أما سلاح بالبحرية فيتكون من 25 قطعة، بينها فرقاطة واحدة، علماً أنها كييف فقدت الكثير من قطعها البحرية بعد سيطرة روسيا على جزيرة القرم.

وبحسب المحللين العسكريين، فإن الحكومة الأوكرانية تسعى منذ العام 2014 لتأمين المزيد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والمنظومات المضادة للصواريخ، إضافة إلى أسلحة نوعية، على غرار الطائرات من دون طيار من طراز “بيرقدار” التركية التي استخدمتها أوكرانيا لأول مرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول لضرب الإنفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس.

دعم غربي

في حين كانت دول الغرب قبل العام 2014 مترددة في بناء علاقة استراتيجية مع أوكرانيا، إلا أن تلك الدول، وفي مقدمها الولايات المتحدة، بعد التاريخ المذكور اتخذت مساراً معلناً لجهة دعم القدرات العسكرية لدى أوكرانيا التي حصلت من الولايات المتحدة منذ ذلك الحين على مبلغ يقدر بـ2.5 مليار دولار لدعم وتعزيز قواتها العسكرية.

واشتمل الدّعم الغربي للجيش الأوكراني على منظومات دفاعية وهجومية وسفن دوريات المراقبة، وطائرات من دون طيار، وعلى سبيل المثال، حصلت كييف من واشنطن مؤخراً على نحو 70 منصة إطلاق و400 صاروخ من طراز “جافلين” المضاد للدروع، هذا كله إضافة إلى مناورات مشتركة مع قوات دول “الناتو” وفي مقدمها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومن بين تلك المناورات “رابيد ترايدنت” البرية، ومناورات “نسيم البحر” في البحر الأسود.

ويجدر بالذكر أن “كلوبال فاير باور” صنّفت الجيش الأوكراني ضمن المرتبة 25 في قائمة أقوى جيوش العالم للعام 2021، وذكرت في تقريرها الصادر منتصب شهر كانون الثاني/ يناير من العام المذكور أن الجش الأمريكي يحتل المرتبة الأولى، يليه الجيش الروسي ثم الصيني، فيما تشتمل المراكز العشرة الأولى على فرنسا وبريطانيا والهند واليابان والبرازيل وباكستان وكوريا الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى